اكتشاف مقابر ورقائق ذهبية من العصر البطلمي بدمياط بمصر
اكتشف علماء الآثار في مصر 63 مقبرة من الطوب اللبن والعديد من المدافن البسيطة التي تحتوي على مجموعة من رقائق الذهب من الأسرة السادسة والعشرين في العصر المتأخر. ويرتبط ذلك بالعصر البطلمي (305 ق.م – 30 ق.م)، كما تم العثور على عدد من العملات البرونزية من العصر الهرمسي أثناء حفائر البعثة بمقابر تل الدير بمدينة دماط الجديدة.
وصرح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن هذا الاكتشاف يأتي ضمن توجيهات وزير السياحة والآثار بإعطاء الأولوية للبعثات الأثرية المصرية وكشف المزيد من أسرار الحضارة المصرية القديمة. وقدمت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، التي قامت بالحفر، كل هذه المعلومات في بيان صحفي.
مقابر ومدافن من الطوب اللبن بمقابر تل الدير بدمياط الجديدة . (موتا)
إعادة تقييم تاريخ دمياط: اكتشاف مهم
وأوضح الدكتور خالد أن التخطيط المعماري للمقابر المكتشفة هو نموذج شائع من العصر المتأخر في مصر القديمة، مما يؤكد الأهمية التاريخية لهذا الاكتشاف. وفي الواقع، قد يؤدي ذلك إلى إعادة تقييم فترة مهمة من تاريخ دمياط. تؤكد القطع الأثرية من الأسرة السادسة والعشرين على استمرارية التسلسل التاريخي في مقبرة تل الدير، وتسلط الضوء على الدور التجاري الحاسم لدمياط عبر العصور.
يعد مجمع دفن تل الدير، الواقع في مدينة دمات الجديدة بمصر، موقعًا أثريًا ذا أهمية كبيرة، خاصة لما عثر عليه من اكتشافات تعود إلى العصر المتأخر والأسرة السادسة والعشرين في مصر القديمة. ويتميز هذا الموقع بمقابره المبنية من الطوب اللبن، والتي تجسد الأساليب المعمارية وممارسات الدفن السائدة خلال العصور الفرعونية المتأخرة.
أعلن الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية، عن اكتشاف تمائم جنائزية وتماثيل أوشابتي وأواني فخارية وبقايا هياكل معمارية بسيطة.
ومن بين هذه الاكتشافات جرة فخارية تحتوي على 38 عملة برونزية من العصر الهرمسي، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الخزفيات المستوردة والمحلية، مما يشير إلى التبادل التجاري والثقافي النشط بين دمياط والمدن الساحلية على البحر الأبيض المتوسط.
تم اكتشاف مجموعة كبيرة من القطع الأثرية في المقبرة. (موتا)
وأشار البروفيسور قطب فوزي، رئيس الإدارة المركزية لآثار الدلتا وسيناء ورئيس البعثة الأثرية، إلى أن الفريق اكتشف أيضًا مقبرة كبيرة من الطوب اللبن بها مدافن رفيعة المستوى. واحتوت هذه المدافن على رقائق ذهبية تصور رموزًا دينية وآلهة مصرية قديمة، بالإضافة إلى تمائم جنائزية مصنوعة بدقة مصنوعة من مجموعة متنوعة من المواد، وفقًا للتقارير. وكالة أنباء البحرين.
كما تم التنقيب عن مجموعة من الأواني والأوشبتي والأواني الفخارية الأخرى. (موتا)
مقابر النخبة من العصر البطلمي
كان الطوب اللبن، المصنوع من خليط من الطين والقش ويجفف في الشمس، مادة متاحة بسهولة وسهلة الاستخدام. على الرغم من كونها أقل متانة من الحجر، إلا أن الهياكل المبنية من الطوب اللبن يمكن أن تستمر لعدة قرون، خاصة في مناخ مصر القاحل حيث يؤدي انخفاض هطول الأمطار إلى تقليل التآكل. كان استخدام الطوب اللبن سائدًا عبر مختلف الطبقات الاجتماعية، ولكن استخدامه في المدافن ذات المكانة العالية غالبًا ما كان يشتمل على مقابر أكثر تفصيلاً ومبنية بعناية.
تم العثور على أشكال أوشابتي ورقائق ذهبية في الموقع. (موتا)
كانت مقابر النخبة من العصر البطلمي غالبًا ما تكون كبيرة ومزخرفة بشكل متقن، وتجمع بين العناصر المصرية التقليدية والأساليب المعمارية الهلنستية. تتميز العديد من مدافن النخبة بمقابر كبيرة متعددة الغرف، وأحيانًا مقطوعة في الصخر أو مبنية كأضرحة قائمة بذاتها. تم تزيين الديكورات الداخلية بشكل غني بالجداريات الملونة والمنحوتات المعقدة والنقوش باللغتين اليونانية والمصرية، مما يعكس الثقافة التوفيقية في ذلك الوقت.
توفر العديد من المواقع الأثرية الهامة معلومات عن مدافن النخبة من العصر البطلمي. تحتوي مقبرة الإسكندرية، عاصمة المملكة البطلمية، على العديد من الأمثلة على المقابر ذات المكانة العالية مع العناصر اليونانية والمصرية. وتشمل المواقع المهمة الأخرى منطقة الفيوم ومواقع مختلفة في صعيد مصر، حيث تم الكشف عن مدافن غنية.
يأتي الاكتشاف الأخير في مجمع الدفن في أعقاب عملية كبيرة في عام 2022، حيث اكتشف علماء الآثار رقائق ذهبية تصور الآلهة المصرية القديمة مثل إيزيس وبستيت وحورس، والتي تم تمثيلها على شكل صقر مجنح، حسبما ذكرت التقارير. التراث اليومي. وشملت هذه النتائج رقائق في أشكال مختلفة.
الصورة العليا: مجموعة كبيرة من قطع رقائق الذهب التي تم العثور عليها في مقبرة تل الدير. مصدر: موتا
بقلم ساهر باندي