نفرتيتي لا تزال في ألمانيا ولم تتم إعادتها (فيديو)
والتمثال النصفي لنفرتيتي، وهو قطعة أثرية عمرها 3400 عام تقدر قيمتها بحوالي 400 مليون يورو، موجود في ألمانيا منذ أكثر من قرن، ويتم عرضه في متحف برلين الجديد. يثير الوجود المستمر للقطعة الأثرية في ألمانيا تساؤلات حول الملكية الثقافية والعدالة التاريخية. وتعكس ظروف إزالتها من مصر عام 1912 السياق الاستعماري في ذلك الوقت، عندما كانت مصر تحت السيطرة البريطانية وتخضع لقوانين الآثار التي كانت تحابي علماء الآثار الأجانب.
قام رجل الأعمال الألماني جيمس سيمون بتمويل أعمال التنقيب التي أدت إلى اكتشاف التمثال النصفي من قبل لودفيج بورشاردت. وتم نقل القطعة الأثرية إلى ألمانيا بموجب اتفاق يقضي بتقسيم اللقى المكتشفة بين مصر والمنقبين. ويتكهن البعض بأن التمثال النصفي قد تم حجبه عمدا لضمان مغادرته مصر، على الرغم من أن هذه النظرية تفتقر إلى أدلة ملموسة.
طوال القرن العشرين، أصبح التمثال النصفي رمزًا ثقافيًا مهمًا في ألمانيا، حيث بقي على قيد الحياة خلال العصر النازي والحرب العالمية الثانية. وقد أدرك المسؤولون النازيون، بما في ذلك هتلر، قيمتها واستخدموها للدعاية، مما زاد من تعقيد مصدرها. وبعد الحرب، أعيدت القطعة الأثرية إلى مكانها في المتاحف الألمانية، لتصبح جزءا من الهوية الثقافية الوطنية ونقطة جذب بارزة.
تعتمد الحجة المؤيدة لعودة نفرتيتي إلى مصر على أصول القطعة الأثرية والظروف التي تمت إزالتها فيها. ويرى المنتقدون أن اتفاقيات الحقبة الاستعمارية عفا عليها الزمن وأن المعايير الأخلاقية الحديثة يجب أن توجه عملية إعادة التحف الثقافية إلى الوطن. وعلى الرغم من مطالبات مصر المستمرة بإعادة التمثال النصفي، تؤكد السلطات الألمانية أن التقسيم الأصلي للاكتشافات كان قانونيًا وملزمًا. ويستمر النقاش، مما يعكس قضايا أوسع تتعلق بالتراث الثقافي واستعادته.
الصورة العليا: صورة لتمثال نفرتيتي النصفي في المتحف الجديد، برلين. المصدر: سمول جيم/سي سي بي-سا 3.0
بقلم روبي ميتشل