الأسقف والبابا والقراصنة (فيديو)
في أوائل القرن الرابع عشر، تكشفت قصة رائعة تتعلق بتيبود دي كاستيلون، وهو أسقف ستلفت ثروته ومعاملاته في النهاية انتباه البابا ومجموعة من القراصنة. لم يكن تيبو، الذي أصبح أسقف لشبونة عام 1348، شخصية دينية فحسب، بل كان أيضًا رجل أعمال ماهرًا. مشاريعه التجارية في مونبلييه، بما في ذلك الاستثمارات الكبيرة في المخططات التجارية، سمحت له بجمع ثروة كبيرة. ومع ذلك، فإن أساليبه، بما في ذلك المعاملات التي تقارب الربا، كانت غير قانونية قانونيًا وأثارت الدهشة داخل الكنيسة.
عندما توفي تيبو عام 1356، تحرك البابا إنوسنت السادس، الذي كان يواجه ضائقة مالية، بسرعة للمطالبة بأصول الأسقف. كان إلحاح البابا مدفوعًا بالوضع الاقتصادي المتردي في أفينيون، والذي تفاقم بسبب الموت الأسود وغيره من الكوارث. ومع ذلك، اعترض القراصنة سفينة الكنز البابوي، المحملة بثروة تيبود، قبالة سواحل كاردينيا. استولى القراصنة من إشبيلية وجنوة على الكنز وقسموه فيما بينهم. وعلى الرغم من كونهم حلفاء، إلا أن إغراء الذهب دفعهم إلى خيانة انتماءاتهم.
أخذت الحكاية منحى آخر عندما انفجرت سفينة القراصنة على الشاطئ في جنوب فرنسا، حيث ألقت السلطات المحلية القبض على الطاقم واستعادت الكنز. تم إرجاع جزء كبير من ثروة تيبو في النهاية إلى الخزانة البابوية، على الرغم من بقاء بعضها مفقودًا. هذه الحلقة، التي تمزج بين السلطة الكنسية، واليأس المالي، والقرصنة في أعالي البحار، تسلط الضوء على كيف يمكن لشخصيات منسية مثل تيبو دي كاستيلون أن تترك إرثًا دائمًا، يؤثر على مسار التاريخ.
الصورة العليا: لوحة جدارية للبابا إنوسنت السادس، 1365، في بازيليك سانتا ماريا نوفيلا. مصدر: المجال العام
بقلم روبي ميتشل