العوالم المفقودة في خريطة بابل القديمة (فيديو)
الخريطة البابلية للعالم، والتي يشار إليها غالبًا باسم إيماجو موندي، هي قطعة أثرية رائعة من بلاد ما بين النهرين القديمة، يعود تاريخها إلى القرن السادس قبل الميلاد. يقدم هذا اللوح الطيني الموجود الآن في المتحف البريطاني تمثيلاً تفصيليًا لكيفية رؤية البابليين لعالمهم، ويجمع بين المعرفة الجغرافية والمفاهيم الأسطورية.
في وسط الخريطة توجد مدينة بابل، وهي مصورة على شكل مستطيل بخطوط مشعة تمثل المدن والمناطق الرئيسية، مثل آشور وعيلام. ويتدفق نهر الفرات، وهو نهر أساسي للحضارة البابلية، عبر الخريطة ويربط بين مختلف المناطق. الخريطة محاطة بدائرتين متحدتين المركز، ترمزان إلى حدود العالم المعروف، وتمثل المسافة بين الدائرتين المحيط الشاسع الذي لا يمكن عبوره.
تقع خلف المحيط ثماني مناطق مثلثة أو إسفينية الشكل، تسمى “ناغو” في النص المسماري. وتمثل هذه المناطق أراض بعيدة أو أماكن أسطورية، مما يعكس إيمان البابليين بعالم مليء بالعوالم الغامضة التي لا يمكن الوصول إليها. وتصف النقوش هذه المناطق بأنها غريبة وخطيرة، مع إشارات إلى مخلوقات وظواهر خيالية، مثل العقارب العملاقة أو الظلام الأبدي. توصف إحدى هذه المناطق بأنها أرض “يولد فيها طائر بلا أجنحة”، مما يشير إلى مكان تحدث فيه أحداث طبيعية غير عادية.
وقد ألقى الاكتشاف الأخير لجزء مفقود من الخريطة ضوءًا جديدًا على هذه المناطق الغامضة، وكشف عن أوصاف لأماكن مثل “السور العظيم”، والتي يعتقد بعض العلماء أنها يمكن أن تكون إشارة مبكرة إلى جبال زاغروس أو غيرها من الحواجز الطبيعية الهائلة. يوضح مزيج الجغرافيا الحقيقية مع العناصر الأسطورية محاولة البابليين لفهم عالمهم، والجمع بين الملاحظة التجريبية والمعتقدات الدينية والثقافية.
الصورة العليا: اليسار؛ رسم ب. مايسنر في Babylonien und Assyrien، 1925. على اليمين؛ خريطة بابلية للعالم بألوان زائفة. المصدر: اليسار؛ برونو مايسنر/المجال العام، يمين؛ فلورينCB/CC0
بقلم روبي ميتشل