العثور على خنجر برونزي عمره 3600 عام صنعته الحضارة المينوية في حطام سفينة قديمة
جان بارتيك – AncientPages.com – في اكتشاف مهم بالقرب من كوملوكا، أنطاليا، في أعماق البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل تركيا، عثر علماء الآثار تحت الماء على خنجر برونزي رائع يبلغ من العمر 3600 عام مرتبط بـ الحضارة المينوية. تم اكتشاف هذا الخنجر المزين بالمسامير الفضية خلال أعمال التنقيب التي قام بها فريق من جامعة أكدنيز.
المصدر: وزارة الثقافة التركية
كان المينويون حضارة متقدمة من العصر البرونزي في أوروبا. ونشأ مجتمعهم في نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد في جزيرة كريت -أكبر جزيرة في بحر إيجه- تحت حكم الملك مينوس، الذي قيل إنه ابن زيوس وأوروبا. كما سكن المينويون العديد من الجزر الصغيرة داخل بحر إيجه. امتدت فترة ازدهارهم من حوالي 3000 قبل الميلاد إلى حوالي 1000 قبل الميلاد (من حوالي القرن السابع والعشرين قبل الميلاد إلى القرن الخامس عشر). تم التعرف عليها كواحدة من أقدم ثقافات العصر البرونزي في هذه المنطقة. وكانت قابلة للمقارنة في إنجازاتها مع الحضارات القديمة مثل مصر وبلاد ما بين النهرين والأناضول.
مصطلح “مينوان” صاغه عالم الآثار البريطاني السير آرثر إيفانز (1851-1941)، الذي اكتشف هذه الحضارة غير المعروفة سابقًا وأكد الروايات القديمة عن المجتمع الكريتي.
تم العثور على خنجر مينوان المكتشف مؤخرًا على متن سفينة لقيت نهاية مأساوية. وكان حطام السفينة، الذي يقع على عمق 50 مترًا (164 قدمًا) تحت السطح، يحمل بضائع قيمة من جبال ترودوس في قبرص. وتشير التقارير إلى أن السفينة كانت في طريقها إلى جزيرة كريت عندما غرقت. يُعتقد أن هذا الحطام من العصر البرونزي قبالة كوملوكا، أنطاليا، يُعتقد أنه أحد أقدم حطام السفن على مستوى العالم، ويعود تاريخه إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد. وقد ركز الباحثون التابعون لوزارة الثقافة التركية على توثيق الموقع في الموقع مع استخراج عينات محدودة لتعزيز الفهم.
المصدر: وزارة الثقافة التركية
أدى اكتشاف خنجر مينوان إلى زيادة الاهتمام بشكل كبير بحطام السفينة هذا. توصف هذه القطعة الأثرية بأنها واحدة من أهم الاكتشافات في علم الآثار المغمورة بالمياه في تركيا وفي جميع أنحاء العالم، وتوفر لمحة غير مسبوقة عن الشبكة المعقدة من التبادلات الثقافية والتجارية التي ميزت البحر الأبيض المتوسط منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام.
بالنسبة للمتخصصين، يعد تحديد أصل الخنجر أمرًا بالغ الأهمية، لأنه يشير إلى أن السفينة كانت متجهة إلى جزيرة كريت عندما غرقت. وتمهد هذه الفرضية الطريق لأبحاث جديدة في الطرق البحرية القديمة التي تربط جزر بحر إيجه بالأناضول ومناطق أخرى في شرق البحر الأبيض المتوسط. علاوة على ذلك، فإن هذا الاكتشاف يثير تساؤلات بشأن طبيعة البضائع المنقولة ويوفر رؤى قيمة حول السياق التاريخي المحيط بحطام السفينة هذا.
المصدر: وزارة الثقافة التركية
ويتجاوز الخنجر البرونزي المزين بالمسامير الفضية مكانته كمجرد قطعة أثرية قديمة، وشهادة صامتة على حقبة ماضية. ومن خلال الدراسة الدقيقة، يسعى علماء الآثار إلى الكشف عن مزيد من التفاصيل حول الممارسات التجارية والاستراتيجيات العسكرية والعلاقات الدبلوماسية خلال العصر البرونزي. بالإضافة إلى ذلك، فإن فحص هذا الكائن يسلط الضوء على المعادن والحرفية المينوية، مما يؤكد التقدم الذي أحرزوه في تقنيات الملاحة وبناء السفن.
أنظر أيضا: المزيد من أخبار الآثار
“هذا الاكتشاف ليس مهمًا لتركيا فحسب، بل أيضًا لعلم الآثار تحت الماء في العالم. أشكر الفرق التي سلطت الضوء، من خلال العمل الدقيق، على آثار الحضارات المخبأة في أعماق البحر الأبيض المتوسط،” وزير الثقافة والسياحة التركي، كتب محمد نوري إرسوي على وسائل التواصل الاجتماعي.
كتبه جان بارتيك – كاتب فريق AncientPages.com
قم بالتوسيع للمراجع
جامعة أكدنيز
محمد نوري إرسوي (وزير الثقافة التركي)
اكتشاف المزيد من موقع متورخ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.