تم العثور على لوح تعويذة في قلعة سيليفكي
خلال أعمال التنقيب الجارية في قلعة سيليفكي الواقعة على قمة تل في بلدة سيليفكي في محافظة مرسين جنوب تركيا، تم اكتشاف لوح دفن غامض يعتقد أنه يعود إلى العصر البيزنطي. يُعتقد أن “لوحة القبر الطلسمانية”، التي تحتوي على نقوش مفصلة بشكل رائع، قد تم استخدامها لحماية المباني وحمايتها من قوى الشر والأعداء. وتتميز الاكتشافات أيضًا بأوعية زجاجية على شكل دمعة، ومصابيح زيتية، وسيراميك، مما يوفر نظرة ثاقبة لعادات وممارسات الحضارات القديمة.
أطلال قلعة سيليفكي والوادي عند غروب الشمس. مرسين، تركيا. (فيليب بيريزنوي/أدوبي ستوك)
درء الشر: لوح قبر فريد من نوعه
يعد هذا الاكتشاف جزءًا من جهود التنقيب والترميم المستمرة التي تقودها وزارة الثقافة والسياحة التركية. المشروع، الذي دخل الآن مرحلته الثالثة عشرة، يديره البروفيسور علي بوران من جامعة أنقرة حجي بيرم ولي، حسبما أفادت التقارير. أركيونيوز.
وأوضح بوران أن “النقوش الموجودة على اللوح تشير إلى أنه تم تصميمه للحماية من جميع أشكال الحقد والأعداء”. “لا يزال تحليلها الكامل مستمرًا مع خبراء النقوش لدينا، لكنه يشير بالفعل إلى أن هذا الموقع لم يكن مجرد مدينة، بل كان له سمات متنوعة.”
وأشار بوران إلى أن اللوح الذي تم العثور عليه غرب المسجد صغير الحجم ولكنه يحتوي على نقوش غنية بالمعلومات. وأوضح أنه، تمامًا مثل الاعتقاد الحديث في القوة الوقائية لـ “nazar boncuğu”، فقد تم استخدام عناصر مماثلة منذ العصور القديمة لدرء الضرر.
وأكد أن اكتشاف هذا اللوح في قلعة سيليفكي يوفر رؤية تاريخية مهمة. ولم يتم اكتشاف أي هيكل قبر داخل القلعة حتى الآن، لكن اللوح يشير إلى وجود مثل هذا الهيكل في الماضي. وأشار إلى أن اللوح يحمل أهمية تاريخية كبيرة للمنطقة والأناضول، لأنه يوفر بيانات قيمة.
تعويذة يعتقد أنها صنعت في العصر البيزنطي لحماية المبنى أو القبر من الشر. (وكالة الأناضول)
قلعة سيليفكي: معركة طويلة الأمد ضد العرب
ويضيف هذا الاكتشاف، الذي تم في القلعة التي يبلغ ارتفاعها 185 مترا، بعدا جديدا للفهم التاريخي للمنطقة. كانت قلعة سيليفكي، وهي قلعة بيزنطية تضم خندقًا مائيًا وعشرين برجًا وغرفًا مقببة تحت الأرض، بمثابة مركز قيادة المدينة.
تم تشييده في الأصل خلال الغارات العربية في القرن السابع، ويعود تاريخ الهيكل الحالي إلى ما يقرب من 500 عام بعد ذلك، وفقًا للتقارير تركيا اليوم.
تتمتع القلعة بقيمة تاريخية كبيرة بسبب موقعها الاستراتيجي المطل على نهر جوكسو والسهول المحيطة بها. لعبت هذه القلعة، التي بناها البيزنطيون في الأصل، دورًا حيويًا في الدفاع عن المنطقة ضد الغزوات، خاصة خلال الغارات العربية في القرن السابع.
على الرغم من أن البناء الأولي يعود إلى العصر البيزنطي، إلا أن الكثير من الهيكل الحالي يعود إلى فترات لاحقة، مع تجديدات وإضافات كبيرة تمت خلال عصر العصور الوسطى، ومن المحتمل أن يكون ذلك في القرنين الثاني عشر والثالث عشر.
تتمتع القلعة بنظام دفاع محفوظ جيدًا، بما في ذلك خندق وعدة بوابات وعشرين برجًا وغرفًا تحت الأرض. ويعكس تصميمه الهندسة المعمارية العسكرية في ذلك الوقت، والتي كانت تهدف إلى صد الغزاة والسيطرة على المنطقة المحيطة.
على مر القرون، احتل الصليبيون والسلاجقة والعثمانيون قلعة سيليفكي أيضًا، حيث أضاف كل منهم لمسته المعمارية إلى القلعة. ويمكن رؤية مزيج هذه التأثيرات في تصميم القلعة وتخطيطها، مما يجعلها موقعًا تاريخيًا مهمًا لحضارات متعددة.
بدأت الصراعات العربية البيزنطية في القرن السابع كجزء من توسع أوسع للخلافة الإسلامية المبكرة، مستهدفة أراضي الإمبراطورية البيزنطية في شرق البحر الأبيض المتوسط.
بعد ظهور الإسلام وتأسيس الخلافة الراشدة، شنت القوات العربية غارات وحملات على الأراضي التي كانت تحت سيطرة البيزنطيين، وخاصة في الأناضول وسوريا وشمال أفريقيا. الإمبراطورية البيزنطية، التي أضعفتها الحروب مع الفرس الساسانيين والصراع الداخلي، كافحت للدفاع عن مقاطعاتها الشرقية.
أجبرت هذه الغزوات البيزنطيين على تحصين المواقع الإستراتيجية الرئيسية، بما في ذلك القلاع والحصون، لحماية أراضيهم. إحدى هذه المواقع المهمة كانت قلعة سيليفكي، التي احتلت موقعًا رئيسيًا على طول نهر جوكسو في جنوب الأناضول، مما يوفر دفاعًا ضد التوغلات من الجنوب.
أصبحت قلعة سيليفكي، التي بنيت خلال هذه الفترة المضطربة، معقلًا دفاعيًا مركزيًا للإمبراطورية البيزنطية في المنطقة. تم تشييد القلعة في البداية لصد الغارات العربية، وكانت تتمتع بموقع استراتيجي للإشراف على طرق التجارة المهمة وحماية المستوطنات القريبة.
الصورة العليا: تعويذة يعتقد أنها صنعت في العصر البيزنطي لحماية المبنى أو القبر من الشر. مصدر: وكالة الأناضول
بقلم ساهر باندي
اكتشاف المزيد من موقع متورخ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.