اكتشاف موقع احتفالي للمريغات عمره 5500 عام في الأردن

كوني ووترز – AncientPages.com – حقق فريق بحثي من جامعة كوبنهاغن اكتشافاً مهماً في منطقة المريغات في الأردن، حيث كشف عن مشهد طبيعي لطقوس العصر البرونزي المبكر. يقدم هذا الاكتشاف رؤى قيمة حول كيفية تكيف المجتمعات القديمة مع التغيرات الاجتماعية والبيئية.
دولمن L.7008، منصة مبنية على اليسار، تربط الجدار الأيسر بالزاوية السفلية (مشروع المناظر الطبيعية الطقسية للمريغات، سوزان كيرنر).
يقدم موقع المريغات الذي يعود تاريخه إلى 5000 عام، والذي تم التنقيب فيه على نطاق واسع، أدلة حول كيفية تعامل الثقافات القديمة مع الأزمات وانهيار الأنظمة الاجتماعية القائمة.
ظهرت المريغات بعد تراجع ثقافة العصر النحاسي (حوالي 4500-3500 قبل الميلاد)، والمعروفة بمستوطناتها المحلية وتقاليدها الرمزية والمصنوعات النحاسية والمزارات الدينية الصغيرة، وتكشف عن نمط استيطان مختلف مقارنة بالعصر النحاسي.
وبدلاً من المستوطنات المحلية الكبيرة التي تحتوي على مزارات أصغر حجمًا نموذجية لتلك الحقبة السابقة، وجد الباحثون في المنطقة مجموعات من الدولمينات (آثار الدفن الحجرية)، والحجارة القائمة، إلى جانب الهياكل الصخرية الضخمة.
نظرة عامة على الربوة المركزية (المنطقة 1) من الشمال، تظهر خطوطًا مختلفة من الحجارة القائمة (مشروع المناظر الطبيعية الطقسية للمريغات، سوزان كيرنر).
على عكس المستوطنات السكنية في الفترات السابقة، لا تظهر المريغات سوى القليل من الأدلة على الحياة المنزلية. ويشير الباحثون إلى أن انهيار الثقافة ربما تأثر بالتغيرات المناخية والاضطرابات الاجتماعية. عند التفكير في هذه التحديات، استجابت مجموعات العصر البرونزي المبكر من خلال تطوير أشكال جديدة من التعبير الشعائري.
أظهر العصر البرونزي المبكر قدرة المريجات على التكيف والمرونة في مواجهة الظروف المتغيرة،
وفقًا لسوزان كيرنر، قائدة المشروع وعالمة الآثار من جامعة كوبنهاجن، فإن الحفريات الأخيرة في هذا الموقع الاحتفالي قدمت اكتشافات تشير إلى أن الموقع كان يستخدم للتجمعات الطقسية والمدافن الجماعية بدلاً من أماكن المعيشة.
تم العثور على الدولمينات في المريغات في الأردن. الصورة: سوزان كيرنر، جامعة كوبنهاجن
وقد قام الفريق بتوثيق أكثر من 95 دولمينًا في الموقع، حيث تتميز قمة التل المركزية بمسيجات مبنية بالحجارة وعناصر صخرية منحوتة تشير إلى الاستخدام الاحتفالي. من المحتمل أن هذه الهياكل المرئية لعبت دورًا في إعادة تعريف الهوية والإقليم والأدوار الاجتماعية خلال فترة افتقرت إلى سلطة مركزية قوية.
ووفقاً لكيرنر، “يزودنا المريغات برؤى جديدة مثيرة للاهتمام حول كيفية استجابة المجتمعات المبكرة للاضطراب من خلال بناء المعالم الأثرية، وإعادة تشكيل الأدوار الاجتماعية، وتشكيل هياكل مجتمعية جديدة”.
الخندق 8 مع المبنى 1 في النصف العلوي (النصف الشمالي) والغرفة الدائرية 5 في الجنوب. ب = حجر الأساس (مشروع المناظر الطبيعية الطقسية للمريقات، سوزان كيرنر).
كشفت التنقيبات في المريجات عن فخار من العصر البرونزي المبكر، وأوعية جماعية كبيرة، وحجارة طحن، وأدوات صوان، ونوى قرون الحيوانات، وبعض الأشياء النحاسية – وكلها تشير إلى أنشطة طقسية وأحداث وليمة محتملة.
في ورقتهم, يكتب الباحثون أن “الجمع بين المدافن الكبيرة (حقول الدولمين)، والهياكل غير المحلية والموقع على حافة واد كبير مع مناظر شاملة واسعة يمنح المريجات طابع “موقع خاص”.
ربما كانت نقطة التقاء للمجموعات الإقليمية، وموقعًا احتفاليًا مشتركًا، وربما كان بمثابة مكان تجمع لمختلف المجتمعات الإقليمية في السهل.
مصدر
ورق
كتبه كوني ووترز – AncientPages.com كاتب طاقم العمل