اكتشاف غرفة دفن جديدة في أكبر مقبرة غير ملكية من عهد سنوسرت الأول
كشفت بعثة أثرية مصرية ألمانية مشتركة، عن الغرفة الجنائزية لسيدة تدعى “عيدي”، الابنة الوحيدة للجفاعي حابي، حاكم أسيوط في عهد الفرعون سنوسرت الأول (1961-1915 ق.م)، وتكمن أهميتها التاريخية. في كون مقبرة الوالي هي أكبر مقبرة غير ملكية في ذلك العصر. وكانت حجرة الدفن التي يبلغ عمرها 3900 عام تحتوي على تابوتين، أحدهما متداخل داخل الآخر، وكلاهما مشبعان بنصوص تصور الرحلة إلى الحياة الآخرة.
تم العثور على غرفة الدفن الجديدة تحت مقبرة جيفاي حابي، في الجبل الغربي لأسيوط، مصر. (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مفصلة فنيًا، محفوظة بطريقة صحيحة
وجرى الاكتشاف أثناء أعمال التنظيف داخل مقبرة جفاي حابي، التي قادتها جامعتا سوهاج وبرلين، ضمن بعثة أثرية مصرية ألمانية مشتركة. وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه تم اكتشاف الغرفة الجنائزية لعيدي في المجرى الشمالي لمقبرة والدها، على عمق حوالي 15.25 مترًا (50 قدمًا)، بحسب بيان صحفي. في الفيسبوك.
ويبلغ طول التابوت الخارجي 2.62 متر (8.6 قدم)، بينما يبلغ طول التابوت الداخلي 2.30 متر (7.5 قدم). وأكد الدكتور خالد أن التوابيت تعد من أكثر التوابيت المكتشفة تفصيلاً من الناحية الفنية والمحفوظة جيدًا على الإطلاق في المنطقة.
تم تزيين التابوت وغطاءه بشكل كبير. (وزارة السياحة والآثار المصرية)
وبالإضافة إلى التوابيت، عثرت البعثة أيضًا على غطاء التابوت الداخلي، وصندوق يحتوي على أواني كانوبية مخصصة لحفظ الأعضاء الداخلية للمتوفى، والعديد من التماثيل الخشبية. على الرغم من أن جزءًا كبيرًا من المقبرة قد تم نهبه وإتلافه في العصور القديمة، إلا أن هذه الأشياء الجنائزية لا تزال تقدم معلومات قيمة عن ممارسات الدفن والوضع الاجتماعي لعيدي، ابنة حاكم إقليمي مؤثر.
تماثيل خشبية وجدت في حجرة الدفن. (وزارة السياحة والآثار المصرية)
وأوضح الدكتور إسماعيل أن الدراسات الأولية تشير إلى أن عيدي توفي قبل أن يبلغ الأربعين من عمره وكان يعاني من عيب خلقي في القدم.
وكشفت التحقيقات أنه في العصور القديمة، لم يقتصر الأمر على قيام اللصوص بسرقة العديد من ممتلكات الدفن فحسب، بل قاموا أيضًا بتدنيس رفات عيدي، وأخذوا جثتها وتقطيعها. على الرغم من ذلك، يشير تحليل بقايا هيكلها العظمي إلى أنها توفيت قبل سن الأربعين وعانت من تشوه خلقي في إحدى قدميها، وهي حالة من المحتمل أنها أثرت على نوعية حياتها، بحسب التقارير. مجلة LBV.
تخطط البعثة لمواصلة عملها الذي يتضمن تنظيف بقايا إيدي وتحليلها بشكل أكبر للكشف عن مزيد من التفاصيل حول صحتها وأسلوب حياتها وظروف وفاتها.
تفاصيل بعض الكتابات الهيروغليفية داخل التابوت. (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الفرعون سنوسرت الأول وجيفاي حابي: حكم الأسرة الثانية عشرة
كان الفرعون سنوسرت الأول، المعروف أيضًا باسم سيزوستريس الأول، ثاني حكام الأسرة الثانية عشرة في مصر وأحد أقوى ملوك المملكة الوسطى. حكم من عام 1961 إلى 1915 قبل الميلاد تقريبًا، وغالبًا ما يُنسب إليه الفضل في تعزيز الهياكل السياسية والعسكرية والاقتصادية التي ميزت هذه الحقبة. خلف سنوسرت الأول والده أمنمحات الأول، الذي أسس الأسرة الثانية عشرة بعد فترة من عدم الاستقرار، كما تقول التقارير الاهرام اون لاين.
كان الجفعي حابي، أحد أهم الحكام في عهده، حيث تولى دورًا إداريًا وسياسيًا رئيسيًا، حيث أشرف على أحد أهم مراكز المحافظات في مصر. كانت أسيوط، الواقعة في وسط مصر، ذات أهمية استراتيجية بسبب موقعها على طول طرق التجارة الرئيسية وقربها من النوبة، وهي منطقة حيوية لمصر لمواردها مثل الذهب والمعادن الأخرى.
تشتهر مقبرة جيفاي حابي، والمعروفة أيضًا باسم المقبرة رقم 1، بأنها أكبر مقبرة محفورة في الصخر تعود لشخص عادي من المملكة الوسطى في مصر. وذكرت التقارير أن هذه المقبرة الكبرى محفورة مباشرة في سفح الجبل في مقبرة أسيوط ميامي هيرالد. يبلغ طول المقبرة حوالي 400 قدم (122 مترًا) وارتفاعها أكثر من 30 قدمًا (9 أمتار) من الداخل، وهي تجسد التطور المعماري والحجم المخصص لشخصيات النخبة خارج العائلة المالكة.
وأشاد وزير السياحة والآثار شريف فتحي بجهود البعثة، مؤكدا استمرار مساهمة الفرق الأثرية المصرية في الكشف عن أبعاد جديدة لتاريخ مصر القديم. وأكد التزام الوزارة بتقديم الدعم الكامل لهذه البعثات لضمان الحفاظ على التراث الثقافي المصري وحمايته ودراسته.
الصورة العليا: غرفة دفن عيدي مع التابوت في مقبرة الجفاي حابي، أسيوط، مصر. مصدر: وزارة السياحة والآثار المصرية
بقلم ساهر باندي
اكتشاف المزيد من موقع متورخ
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.