منوعات

التنقيب يكشف أسرارًا جديدة في بابل القديمة


أسفرت أعمال التنقيب الأثري الجارية في محافظة بابل بالعراق عن 478 قطعة أثرية، بحسب الزيارة الميدانية الأخيرة التي قامت بها لجنة التنقيب المحلية. تشمل القطع الأثرية المكتشفة في الموقع الفخار والأختام الأسطوانية والعناصر المنقوشة بالكتابة المسمارية القديمة، مما يساهم بمعلومات قيمة عن الحضارة البابلية القديمة.

نظرة تفصيلية لموقع التنقيب

وزارت اللجنة برئاسة السيد سهيل التميمي مدير الحفائر قطعة 19/3 منطقة 38 الفياضية، حيث يرأس التنقيب قحطان عباس حسن عبود، وأصدرت بعد ذلك بيانا صحفيا حول نتائج البحث.

تنقسم منطقة التنقيب إلى قسمين رئيسيين: النقطة أ والنقطة ب، ويقدم كل منهما رؤية فريدة لتاريخ بابل.

تقع النقطة (أ) في القسم الجنوبي وتبلغ مساحتها 6 دونمات (حوالي 6000 متر مربع أو 1.5 فدان). تحتوي هذه المنطقة على مستويين أرضيين متميزين، تآكل الأول بسبب القوى الطبيعية والاضطرابات السابقة، التي يحتمل أن تكون ناجمة عن الحفريات السابقة أو العوامل البيئية. ومع ذلك، لا يزال الطابق الثاني سليما ويعود تاريخه إلى بابل القديمة، مما يوفر لمحة محفوظة جيدا عن الهندسة المعمارية التاريخية للمدينة.

منظر جوي للنقطة أ والنقطة ب في قضاء الفياضية، محافظة بابل، العراق. (هيئة الدولة للآثار والتراث في العراق)

النقطة (ب)، والتي تمتد على مساحة 9 دونمات (حوالي 9000 متر مربع أو 2.2 فدان)، تضم وحدتين سكنيتين بغرف متفاوتة الأبعاد. يبدو أن هذه الهياكل تقدم لمحة عن الحياة اليومية في بابل، والتي من المحتمل أن تكون مملوكة للمواطنين العاديين أو المسؤولين. يشير التنوع في أحجام الغرف إلى استخدامات مختلفة، ربما تشمل مساحات المعيشة ومناطق التخزين ومساحات العمل.

إحدى الميزات الموجودة في منطقة النقطة أ. (هيئة الدولة للآثار والتراث في العراق)

مجموعة غنية من القطع الأثرية

ومن أكثر النتائج إثارة لهذا التنقيب اكتشاف 478 قطعة أثرية. ومن بين الاكتشافات أواني فخارية ضرورية لفهم الحياة المنزلية البابلية، بالإضافة إلى أختام أسطوانية – كانت تستخدم في بلاد ما بين النهرين القديمة لوضع علامات على الملكية والتصريح بالوثائق.

يقدم النص المسماري، المحفور على الألواح الطينية والمسامير والأسطح الأخرى، ثروة من المعلومات التاريخية. قد تكشف هذه النصوص المزيد عن أنظمة بابل السياسية والاقتصادية والدينية بمجرد فك شفرتها بالكامل.

غادر؛ ألواح الكتابة المسمارية. يمين؛ الأختام اسطوانة. (هيئة الدولة للآثار والتراث في العراق)

لا تضيف هذه الاكتشافات إلى فهم بابل القديمة فحسب، بل تسلط الضوء أيضًا على الحرفية الدقيقة والمجتمع المعقد للبابليين. ومن المتوقع أن تخضع هذه القطع الأثرية لمزيد من الدراسة، مما يوفر سياقًا إضافيًا للحياة اليومية والحكم في المدينة.

السيراميك مع الأعمال الفنية القديمة من الموقع. (هيئة الدولة للآثار والتراث في العراق)

الحفريات الجارية والعمل المستقبلي

لا تزال أعمال التنقيب بعيدة عن الاكتمال، حيث يستمر العمل في كلا القطاعين للكشف عن طبقات إضافية من تاريخ بابل الطويل. وشددت اللجنة المشرفة على المشروع على أهمية الالتزام بطرق التنقيب العلمي. ويشمل ذلك التوثيق الشامل لجميع النتائج، باستخدام التصوير الفوتوغرافي والرسومات والتسجيل الصحيح للاجتماعات الأثرية. تضمن هذه الأساليب إمكانية تحليل الاكتشافات ومشاركتها مع المجتمع الأكاديمي الأوسع.

وأوصت اللجنة بالكشف الكامل عن كافة أعمال التنقيب حفاظاً على سلامة الموقع وأهميته التاريخية. من خلال اتباع المبادئ التوجيهية المعمول بها، يهدف فريق التنقيب إلى حماية التراث الثقافي لبابل مع تقديم مساهمات مهمة في مجال علم الآثار.

تعد هذه التنقيبات جزءًا من جهد أوسع تبذله الهيئة العامة للآثار والتراث العراقي لاستكشاف والحفاظ على التراث الأثري الغني لبلاد ما بين النهرين القديمة، موطن بعض من أقدم الحضارات في العالم.

الصورة العليا: اليسار؛ يقوم المسؤولون بفحص ميزة تشبه الحوض الصغير في الموقع. يمين؛ الأختام والمصدر: هيئة الآثار والتراث العراقية

بقلم غاري مانرز



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى