منوعات

المرأة في السلطة في العصور القديمة


غالبًا ما يحتفل سرد التاريخ بالحكام الذكور والمحاربين والمفكرين، ومع ذلك فإن سجلات العصور القديمة مزينة أيضًا بحكايات النساء الهائلات اللاتي كان لهن سلطة ونفوذ كبيرين. هؤلاء النساء، من الملكات والفراعنة إلى الكاهنات والمحاربات، تركن علامات لا تمحى على مجتمعاتهن وشكلن مسار التاريخ. إن استكشاف صفحات التاريخ والحياة المثيرة لهؤلاء النساء الأقوياء، بالإضافة إلى إنجازاتهن والتحديات التي واجهنها والإرث الذي تركنه وراءهن، هو حقًا رحلة مدهشة. ومن خلال فحص السجلات التاريخية، والاكتشافات الأثرية، والتفسيرات العلمية، يمكننا الحصول على فهم دقيق لأدوار وتأثيرات هؤلاء النساء الرائعات في الحضارات القديمة.

مصر القديمة: عهد الفراعنة الإناث

تبرز مصر القديمة كحضارة تمكنت فيها المرأة من الوصول إلى أعلى مستويات السلطة. وأبرز الأمثلة على ذلك هي الفراعنة الإناث، اللاتي لم يحكمن فقط بصفتهن سيادات، بل قامن أيضًا بمساعي عسكرية ومعمارية ودينية كبيرة.

1. حتشبسوت

حتشبسوت (حوالي 1507–1458 قبل الميلاد) هي إحدى أبرز فراعنة مصر القديمة. صعدت حتشبسوت إلى العرش بصفتها الوصية على ابن زوجها تحتمس الثالث، وأعلنت نفسها فرعونًا في النهاية. شهد عهدها، الذي اتسم بالسلام والازدهار، مشاريع بناء واسعة النطاق، بما في ذلك معبدها الجنائزي الشهير في الدير البحري. صورت حتشبسوت نفسها في الأيقونات التقليدية لملك ذكر، مكتملة بلحية مستعارة، لتأكيد شرعيتها. جلبت رحلاتها التجارية، ولا سيما إلى بلاد بونت، الثروة والسلع الغريبة إلى مصر، مما عزز إرثها كحاكمة قوية وفعالة.

تمثال حتشبسوت جالسة. (متحف المتروبوليتان للفنون / CC BY-SA 1.0)

2. كليوباترا السابعة

يمكن القول إن كليوباترا السابعة (69-30 قبل الميلاد) هي أشهر حاكمة مصر القديمة. اشتهرت كليوباترا بذكائها وفطنتها السياسية وعلاقاتها الرومانسية مع يوليوس قيصر ومارك أنتوني، وتميز عهدها بجهودها للحفاظ على استقلال مصر وسط الإمبراطورية الرومانية الآخذة في التوسع. كانت كليوباترا دبلوماسية ماهرة ومفكرة استراتيجية، حيث استخدمت علاقاتها لتكوين تحالفات سياسية. أدى انتحارها الدرامي بعد الهزيمة على يد قوات أوكتافيان إلى إنهاء حكم الأسرة البطلمية وكان بمثابة بداية مصر كمقاطعة رومانية.

اقرأ المزيد…

بقلم أليكسا فوكوفيتش

اذهب قسط




اكتشاف المزيد من موقع متورخ

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى