منوعات

ماذا حدث لحضارة وادي السند؟ (فيديو)


تظل حضارة وادي السند، على الرغم من حجمها الشاسع، واحدة من أكثر الثقافات القديمة غموضًا. ازدهرت حوالي عام 3300 قبل الميلاد، وتم تعريفها على أنها حضارة “بكر”، تطورت دون تأثيرات خارجية أو غزو. استخدمت المستوطنات المبكرة، التي يعود تاريخها إلى 4000 قبل الميلاد، الزراعة المروية لاستغلال تربة وادي نهر السند الخصبة، وزراعة محاصيل مثل القمح والشعير وربما القطن الأقدم.

في ذروتها، كانت حضارة وادي السند تضم أكثر من مائة بلدة وقرية، وكان من أهم مدنها هارابا وموهينجو دارو. والجدير بالذكر أنها طورت نظام كتابة، وهو نص السند، الذي لا يزال غير مفكك. تميز التخطيط الحضري للحضارة بتخطيطات شبكية وأنظمة صرف متطورة وآبار وحمامات جيدة البناء، مما يشير إلى سيطرة إدارية متقدمة.

يُعزى تراجع حضارة وادي السند، الذي حدث بين عامي 2000 و1750 قبل الميلاد، إلى عوامل مختلفة. في حين يقترح بعض المؤرخين الغزوات، فإن الأدلة المحدودة على الحرب تشير إلى أسباب أخرى مثل الزيادة السكانية، واستنزاف الموارد، واضطراب التجارة. من المرجح أن تغير المناخ لعب دورًا مهمًا، حيث تشير النظريات إلى تغيرات بيئية تدريجية أو تحولات جذرية مثل تغيرات مجرى النهر والفيضانات. وكان من الممكن أن تؤدي هذه التغييرات إلى تدمير المراكز الحضرية، مما يؤدي إلى المجاعة والمرض وعدم الاستقرار السياسي.

في نهاية المطاف، شهد الانهيار هجر المدن واختفاء نظام الكتابة والحرف المتخصصة، حيث تحول تركيز السكان إلى البقاء والزراعة. تظل الأسباب الدقيقة موضوعًا للتكهنات والبحث المستمر.

الصورة العليا: آثار التنقيب في موهينجو دارو، باكستان. المصدر: نيكيش تشاولا/سي سي بي-سا 4.0

بقلم روبي ميتشل



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى